بعد بضع أسابيع من ورشات العمل وأيام من التسجيل، بإمكاننا أن نقول أن التجربة حتى الآن منشطة ومحيّرة في آنٍ معاً. التّفاعلات اليومية، مشاركة القصص، الثّقة، الإبتسامات والدموع… كل هذا قد جعلنا متأكدين من قيمة المشروع الذي يخلق المساحة للإستماع والمشاركة بتلك القصص. العنوان الذي إخترناه بشكل عفوي “والعالم يسمع” هو الشعار للمساحة التي خلقناها. يرغب المشاركون من العالم كله أن يسمع قصصهم. من خلال التسجيل والعرض وتوصيل الصوت، يصبح دورنا فجأةً أكثر من مجرّد وظيفة رقميّة أو ميكانيكية. هو تحدٍّ للإبداع، يتطلّب الإصغاء لما هو أبعد من مجرّد كلمات، والتأكيد على المعاني المبطّنة التي لا بد من مشاركتها فوراً. من أجل مشاركة قصة شخص ما، عليك أولاً أن تفهم/تفهمي أهميتها بالنسبة له/لها. ما هي الرسالة الأساسيّة من القصة؟ ما الذي يريدون قوله للعالم؟ قد يتحدّث أحدهم عن بيع بقرة العائلة، مما قد يعني الهزيمة بلنسبة له/ لها، أو قد يعني الولادة من جديد. ليست القصص عبارة عن مجموعة من الحقائق أو الكلمات
عليك أن تفهم/ي سارد/ة الرواية بهدف فهم القصة. عليك فهم مساحتهم الدّاخلية المميزة، وكيفية تأثرها بكل فعل أو حادثة
نعلم أنّ العالم يصغي. ولكن الصحافيون، والسياسيون والفنّانون وحتى الأشخاص الذين نقابلهم في المخيمات يستخدمون الأجزاء الأقوى والأكثر تأثيراً، بهدف فهم تلك القصص وتوصيلها. كيف ندرّب أنفسنا على الإصغاء لحياة جديدة، لمعانٍ جديدة، لرسائل الجديدة، لمفاهيم جديدة، في هذا الوابل من اللغة؟